عُشاق الحياة
مرحبا بكم و نشكركم للزيارة و نتمنى التسجيل و المشاركة
عُشاق الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» I'll never be sorry for love
   الحياة في الحرية  Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:19 am من طرف أدم

» محشش ينصح ولده قبل الامتحان خلونا نشوف كيف ينصحه
   الحياة في الحرية  Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:17 am من طرف أدم

» امته هاشوفك
   الحياة في الحرية  Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:16 am من طرف أدم

» لعبة الحروف
   الحياة في الحرية  Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:12 am من طرف أدم

» اين هوه ذاك الحب
   الحياة في الحرية  Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:11 am من طرف أدم

» لغز للعباقره
   الحياة في الحرية  Emptyالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 11:59 pm من طرف ضي القمر

» أتعلم ماذا يؤلمني ...؟؟؟؟
   الحياة في الحرية  Emptyالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 10:32 pm من طرف أدم

» لوجه ناصع
   الحياة في الحرية  Emptyالأحد نوفمبر 28, 2010 6:01 am من طرف ضي القمر

» ماسكات رائعة للجمال
   الحياة في الحرية  Emptyالسبت سبتمبر 25, 2010 6:38 pm من طرف فارس الليل

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ضي القمر - 242
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
فارس الليل - 135
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
همس الليل - 116
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
أدم - 113
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
سحر الليل - 96
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
نور الشقيه - 64
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
salums - 34
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
نسر طاير - 15
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
تولاى - 10
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 
aerith - 8
   الحياة في الحرية  I_vote_rcap   الحياة في الحرية  I_voting_bar   الحياة في الحرية  I_vote_lcap 


الحياة في الحرية

اذهب الى الأسفل

   الحياة في الحرية  Empty الحياة في الحرية

مُساهمة من طرف فارس الليل الخميس يوليو 08, 2010 4:33 am



الحياة في الحرية







نعيش الحياة في الحرية عندما تؤدي كلّ المكوّنات المختلفة للحياة
وظيفتها في التنسيق الكامل مع بعضهم البعض، وتنجز غايتهم النهائي لكسب
حالة الحرية المطلقة الأبديّة في وعي الغبطة القدسي
.



تعني الحرية في الحياة بأن الحياة وفي كلّ طبقاتها للوجود والمادي
والعقلي والروحي يجب أن تكون ممتلئة وغير محدودة وغير مقيّدة وكاملة
لكلّ القيم. إن كمال الحياة على الطبقة المادية يعني أن البيئة المحيطة
يجب أن تكون باعثة إلى اكتمال الحياة
.



يجب أن يكون الجسم صحّي جداً، وتعمل كلّ مكوّناته في التنسيق المثالي
مع بعضهم البعض بحيث لا تحوّل انتباهه من غاية الحياة ولا تعيق تدفق
الحياة الفردية. إن الموجة الكاملة للحياة الفردية ستكون عندئذ قادرة
على التمتّع بحالتها من الحرية الأبديّة وتبقى في امتلاء قيمها على كل
المستويات، إذا كان الفرد حرّاً على طبقة الجسم المادية. رأينا بأنّه
يمكن اكتساب حالة الحرية من العبودية بواسطة العقل والجسم والبيئة
المحيطة بالممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي
.



عندما ينتج الفرد تأثيراً خاطئاً في الجوّ، تكون الوظيفة السلسة
لقوانين الطبيعة التي تساند العملية الطبيعية للتطور معاقة. هذه
المقاومة إلى العملية الطبيعية للتطور تعيق نمو الأشياء وتبقيها وكأنها
مقيدة في الحالات الأقل تطوّراً. هذا هو التأثير الملزم للعمل الخاطئ
على البيئة المحيطة. وهكذا يربط فاعل الخطيئة نفسه ومعه البيئة المحيطة
إلى الحالات الأدنى من التطور
.



من الواضح أن الحرية على مستوى العقل يجب أن تعني بأنّ العقل الفردي
يجب أن يكون قادراً على القيام بما يرغب ويكون قادراً على تجسيد رغباته
من دون مصادفة أيّ صعوبات أو عقبات. هذه ما قد ينسب منزلة الحرية إلى
العقل، أو حرية إلى الحياة على مستوى العقل
.



طالما أن العقل لا يعمل بإمكانيته الكاملة وهو غير قادر على استعمال
كلّ الإمكانيات التي يملكها، المستترة والواعية، ستكون حرية العقل
مقيّدة. لذلك، إن الناحية المهمة الأولى التي يمكنها أن تضع العقل على
طبقة الحرية قد تكون الحالة العقلية التي تكون فيها كلّ إمكانياته
الكامنة متجلّية. إن حالة الانكشاف الكاملة للقوى الكامنة والمستترة
للعقل هي الخطوة الأولى نحو كسب منزلة الحرية للعقل. رأينا في "علم
الكينونة" أن قدرة العقل على أداء وظيفته بالقدرة الواعية والمتطورة
بالكامل يتم إنجازها بالممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي
.



هناك نقطة هامة الأخرى فيما يتعلق بحرية العقل وهي الحرية من عبودية
الاختبار. على هذه النقطة، تدور الفلسفة الكاملة للعبودية والتحرر في
الحياة
.



هذه النقطة عن التحرّر من عبودية الاختبار قد سيء فهمها بشكل واسع جداً
ولعدّة قرون، وسوء الفهم هذا هو المسؤول عن ضياع الطريق المباشر إلى
الحرية. إنّ ظاهرة الاختبار هي المجال الرئيسي للدراسة الماورائية
الغيبية، أما الفهم الصحيح لهذه الظاهرة من الاختبار الذي يفتح الطريق
المباشر إلى التحرر الأبدي في الحياة. وأي سوء فهم صغير في هذا المجال
يؤدّي إلى تقوية عبودية الحياة باسم اكتساب الحرية. هذا الوهم الطويل
المدى أدّى إلى فشل طلاب الميتافيزيقيا في تحديد مكان الطبيعة الأساسية
للكينونة الإلهية وبالتالي في تحرّر أنفسهم من الفواصل الضيّقة
للعبودية
.



نحن سنتعامل مع هذه الظاهرة من الاختبار بالتفصيل ونرى أين يوجد
المفتاح إلى التحرر في الحياة. سيكون أيضاً مثيراً اكتشاف ماذا كانت
النقطة الرئيسية التي فقدتها المدارس المختلفة للميتافيزيقيا للقرون
الماضية، حيث ضاع الطريق المباشر إلى التحرر عن طلاب الفلسفة
.



فلنحلّل ظاهرة اختبار الزهرة. إنّ عملية الاختبار هي بأن نفتح أعيننا
ونرى الزهرة. تستلزم عملية اختبار الزهرة هذه بأن تنتقل صورة الزهرة
إلى شبكيّة العين وتصل إلى العقل. تجيء صورة الزهرة إلى العقل وتعطي
اختبار الزهرة. وتكون النتيجة، وبمعزل عن روية الزهرة، بأن العقل،
حينما يستلم انطباع الزهرة يحجب بذلك الانطباع. وبذلك تكون طبيعة العقل
الأساسية وكأنها ضائعة، وبالتالي تبقى صورة الزهرة فقط منطبعة على
العقل. إنّ الرائي، أو العقل يكون كما لو أنه ضاع في المشهد
.



إنّ الطبيعة الأساسية للذات أو صاحب الاختبار في الداخل تضيع في اختبار
الغرض الموضوع أمامها، وكأن الموضوع قد أباد الذات، وغابت الذات عن
اختبار طبيعتها الأساسية الخاصة عندما كانت منشغلة في اختبار
الموضوع. يبقى الموضوع فقط في الوعي. هذا هو الاختبار المشترك
للناس
.



عندما يحمل الاختبار الموضوع بهيمنة تامة تكون الذات وكأنها فقدت في
الموضوع. ويقال بأن الذات قد وقعت في عبودية الغرض الموضوع. وبذلك تكون
قيم الموضوع قد ربطت أو حجبت طبيعة الذات أصبحت سائدة دون ترك أي أثر
للطبيعة الأساسية للذات. هذه هي عبودية الذات؛ في الحقل الماورائي
الغيبي هناك مصطلح ت
حديد


الذات بالموضوع
.



من وجهة نظر منطقية، يبدو صحيحاً جداً للاستنتاج بشكل فكري بأن التحديد
هو طبيعة العبودية. لكن هذا الاستنتاج هو غير صحيح وضارّ جداً.
وبانسياقهم وراء هذا الاستنتاج الخاطئ دعا المفكرون والفلاسفة الذين
وجّهوا قدر الفكر الماورائي لعدّة قرون، إلى ممارسات لكسب الحرية والتي
تم إثبات ضررها لحياة الباحثين عن الحقيقة. لقد كان ذلك استنتاج
الماورائيين والمفكرين العظماء من الماضي بأن التحديد هو طبيعة
العبودية. إن هذا الاستنتاج خاطئاً، لكن، ومن أجل التحقق من الخطأ
الناجم عنه، سنأخذ، في الوقت الحاضر، العبارة بأنها صحيحة ونتعمق
بتحليلها أكثر
.



عندما كانت الفكرة سائدة بأن التحديد هو العبودية، من الطبيعي الاعتقاد
بأن الحرية ستكون من ناحية عدم التحديد. لقد اعتقدوا بأنّه إذا لم يحدد
الفرد ذاته مع موضوع الاختبار، عندئذ يكون الفرد في حالة الحرية. هذا
المفهوم الماورائي (الذي كان حقاً نتيجة سوء الفهم) هو سبّب الممارسات
المختلفة لكسب الحرية. لقد كانت الدعوة إلى الحفاظ على الإدراك الذاتي
بمثابة التقنية التي لا تسمح للفرد في السقوط إلى عبودية التحديد. إن
أولئك الذين حاولوا نيل الحرية بمحاولة الحفاظ على الإدراك الذاتي
بدءوا بالممارسات التي تضمّنت ذكر الله في حين هم منشغلون في عملية
اختبار الأشياء في العالم أو في أثناء نشاط الحياة اليومية
.



هناك طريقة أخرى حاولوا اعتمادها وهي في أن يكون الفرد واعياً على ذاته
الخاصة بينما ينشغل في حقل الاختبار والنشاط. وفي محاولة الحفاظ على
إدراك الذات في حين النظر إلى الزهرة، بدأ الطامح بالتفكير "أنا أنظر
إلى الزهرة". كان التشديد على فكرته على "أنا". أما أولئك الذين حاولوا
الحفاظ على وعي الله فحملوا فكرة الله في عقولهم، وكانوا يتذكّرون الله
خلال الانشغال بالعمل. لقد اعتقدوا بأنه إذا حدّد الفرد ذاته بفكرة
الله، عندئذ، ومع انشغال عقله بالله، سيكون متحرراً من التحديد
.



إن مثل هذه الممارسات لمحاولة الحفاظ على الإدراك الذاتية أو الحفاظ
على ذكر الله أو وعي الله، كما كانوا يسمونها، تم تبنيها بكلّ الإخلاص
من قبل الطامحين للحقيقة. وبذلك كانت النتيجة النهائية حاسمة. إن محاول
الحفاظ على الإدراك الذاتي أو وعي الله على مستوى التفكير، وفي نفس
الوقت، يشغل الفرد نفسه في النشاط، تؤدي إلى تقسيم العقل فقط. بينما
يكون نصف العقل منشغلاً في الحفاظ على الإدراك الذاتي أو ذكر الله،
يكون النصف الآخر منشغلاً في النشاط الخارجي. إن ما جعلته هذه الممارسة
في تقسيم العقل هو إضعاف العقل فقط. وفي نطاق العمل كانت المعاناة لأنه
لم يعطى التركيز الكامل من العقل، وبقى الوعي الذاتي أو وعي الله فعل
على المستوى التفكير الواعي السطحي للعقل. وجد الطامح نفسه غير قادر
على أن يكون في ميدان العمل بشكل كامل وغير قادر أن يكون في حالة وعي
الله بشكل كامل
.



إن الممارسة الطويلة لتقسيم العقل بهذه الطريقة أدّت إلى إضعاف
الشخصية. وأولئك الذين قاموا بذلك لم ينالوا الوعي الذاتي، ولا وعي
الله، ولم يصلوا إلى الناجح في العالم. إنّ السبب لهذا هو واضح. عندما
يجد الناس العمليون في المجتمع أن أولئك الناس الذين كرّسوا حياتهم إلى
الله أو إلى الميتافيزيقيا هم نصفهم داخل العالم ونصفهم خارجه، هذا ما
خلق حالة غريبة الأطوار في المجتمع. بدأ الناس العمليون بالتخوّف من
بدء مثل هذه الممارسات للكشف الروحي، بسبب أولئك الذين كرّسوا حياتهم
إلى تلك الممارسات والتي بها لم يكونوا عمليين في الحياة وأصبحوا ضعفاء
وأقل ديناميكية
.



إن أي فكرة عن الحرية، بالرغم من أنّها تبدو جيدة، فهي فكرة فقط، وليست
حالة. تربط الفكرة عن الحرية مثلما تربط أية فكرة آخر. إن الفكرة،
بطبيعتها الحقيقية، هي ذات الفرد. عندما يبدأ العقل باستقبال الفكرة،
يجيء إلى حقل الثنائية، وتحجب الفكرة الطبيعة الأساسية للعقل. لذلك،
تسبّب الفكرة التحديد. هذه المشكلة في التحديد لم يتم حلها أبداً بفكر
الذات أو القداسة أو الله. لهذا السبب أخفقت هذه الممارسات ومثيلاتها
في إعطاء الحرية إلى الناس و بقي المسعى للحرية غير مُرضي وأصبح
ممزوجاً بالممارسات التي تجلّ وتحترم فكرة الذات القدسية أو الله على
مستوى التفكير
.



كان الخطأ الأساسي في هذه الممارسات هو الاعتقاد بأن التحديد بنفسه هو
العبودية. وفي واقع الأمر، التحديد ليس العبودية. إن العبودية هي عدم
القابلية على الحفاظ على الكينونة سويّة مع التحديد. إن العبودية هي
عدم القابلية على الحفاظ على الكينونة خلال الانغماس في حقل الاختبار
والنشاط
.



إذا كانت التحديد عبودية، سيكون من الممكن الوصول إلى الحرية فقط في
حالة ما بعد الموت، التي فيها يتوقّف الفرد عن الاختبار ويتوقّف عن
النشاط. طالما بقي الفرد حيّاً، يواصل الاختبار والتصرّف، ولذلك من
المستحيل أن يتفادى الفرد التحديد طوال عمره
.



يجب أن يكون التحديد مرعباً للباحثين عن الحق وللطامحين بالحقيقة. إن
ما يتوجب القيام به فقط هو غرس حالة عقلية تسمح للعقل أن يكون منشغلاً
بالأشياء الخارجية ولا تحجب عنه الحالة الصافية للكينونة
.



لا يمكن تحقيق المحافظة على الكينونة بممارسة التفكير بشأن الكينونة.
يمكن أن نعيش الكينونة بشكل تلقائي على مستوى الفكر فقط عندما تتحوّل
الطبيعة الحقيقية للعقل إلى طبيعة الكينونة. عندئذ ستكون كلّ
الاختبارات على مستوى الكينونة. عند تحقيق ذلك فقط من الممكن أن لا
يكون الاختبار قادراً على حجب الكينونة أو إسقاط صلاحيتها. سنعيش
الكينونة سويّة مع التحديد
.



إذا فكّر الفرد بشأن الكينونة، يكون ذلك مجرد فكرة عن الكينونة، وليس
حالة الكينونة. ومن أجل أن نثبت الكينونة في الطبيعة الحقيقية للعقل،
ومن أجل أن لا نعرقل الكينونة وتكون مستمرة في أثناء حالات اليقظة أو
الحلم أو النوم العميق، وفي خلال كلّ اختبارات النشاط وعدم النشاط في
الحياة، من الضروري أن يتحوّل العقل إلى طبيعة الكينونة
.



لهذا من الضروري يكتسب العقل التآلف مع حال الكينونة إلى درجة يعيش
فيها العقل بالكينونة خلال كلّ الظروف والأوضاع في الحياة. يمكن حدوث
ذلك بجلب العقل الواعي عبر الحالات المرهفة من اختبار التفكير لتجاوز
الفكرة المرهفة وفي النهاية ويصل إلى الحالة التجاوزية للكينونة.
وبخروج العقل إلى حقل الوجود النسبي، يظهر العقل مألوفاً بحالة
الكينونة الصافية. ومن خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي، تصبح
طبيعة الكينونة راسخة في الطبيعة الحقيقية للعقل إلى درجة لا يمكن
حجبها بأي مقتضى نسبي
.



يثبت هذا التغلغل الدائم لوعي الغبطة المطلق في العقل بحالة من الحرية
الأبدية، وعندما يربط العقل نفسه بأغراض الاختبار أو بالنشاط، تواصل
الكينونة والحرية تواجدها سويّة مع الاختبار والنشاط. هذه هي حالة
الحرية الأبديّة التي لا يمكن أن يتم عرقلته أو حجبها بأيّة حالة
للاختبار أو النشاط أو الهمود، في الوجود النسبي
.



هكذا نجد أن الحرية في الحياة تنتمي إلى حقل الكينونة. ويمكن تثبيتها
فقط من خلال ممارسة التأمل التجاوزي، التي تثبت الكينونة الصافية في
الطبيعة الحقيقية للعقل بأخذ العقل إلى الحقل التجاوزي.




لا يمكن لهذه الحالة من الحرية الأبديّة أن تتثبت بممارسة الحفاظ على
فكّرة الكينونة، أو فكّرة الله
.



إن الكينونة، أو القدسيّ، أو الله، هو ما علينا أن نعيش به؛ أما الفكرة
الخيالية وال مجرّدة عنه لا تساعد كثيراً في الحياة العملية. يمكن
لتفكير بالله أن يكون محبباً في العقل، لكن، وبمعزل عن الرضاء النفسي،
لا تعطي الفكرة فوائد الاتصال بالله الكلي القدرة. إن الفكرة هي مجرّد
خيال فقط، فهي ليست حالة ملموسة. هذا الاختلاف الجوهري بين النجاح
الحقيقي في تثبيت الحرية الأبديّة في الحياة أو البقاء حائمين في فكرة
الحرية
.



لقد ساعد سوء الفهم هذا في حقل الميتافيزيقيا وللعديد من القرون
الماضية على تضليل الباحثين الأصيلين عن الحقيقة فقط، وخلقت هوة كبيرة
بين النواحي الروحية والمادية في لحياة
.



إن المفهوم الكامل للحرية، بالإضافة إلى الطريق تثبيتها في الحياة، هو
حسّاس ورفيع جدا بحيث من السهل فقدانه بمرور الزمن. عندما يفقد الخيط
الرفيع، يصبح الحقل الكامل مربكاً فيما يتعلق الأمر بالحقيقة
.



تكتسب الحرية في وعي الله بقيادة العقل إلى حقل وعي الغبطة، وليس
بالتفكير بشأن وعي الغبطة وتصنع مزاج من ذلك. لسوء الحظ، إن موضوع
إدراك الله أو الحرية الأبديّة على الأرض بقي فقط على مستوى التفكير
العادي. لهذا السبب تركت الممارسات الباطنية والماورائية وتحت شعار
التنوير وإدراك الله، الطامحين في حالة من التعليق بفكرة وهمية للقدسي
.



مع فكرة الله، يتحوّل العقل بعمق إلى التجرد. وتغلّف الفكرة العقل
ويفقد الطامح الإدراك الواضح للبيئة المحيطة الخارجية ويشعر بأنّه
يختبر حالة الوعي الكوني. هذا هو الوهم المطلق. بتعلق الفرد بفكرة أنه
ملك، لا يمكنه أبدا بلوغ حالة الملك. إن التفكير مراراً وتكراراً بأنه
ملك، لا يمكن لأي فرد أن يبلغ الملوكية بشكل حقيقي. من أجل أن يكون
ملكاً، من الضروري أن يكون الفرد متوّجاً وأن يتمتّع حقيقية بمنزلة
الملك. من أجل تحقيق وعي الله وعيش وعي الله في الحياة، من الضروري وضع
أنفسنا في الحالة الإلهية
.



إن الله كلي الوجود - والقدسي هو حاضر في كل مكان. هذا هو المفهوم
المشترك. لذلك، وما لم يتم جلب العقل إلى مستوى الكلي الوجود للكينونة،
لا يمكننا أن نعيش كلية وجود الله. هذا التفكير بالله وبالقدسي خلق
المانع الكبير في مجال الميتافيزيقيا ومجال الدين. لقد ساعد الناس فقط
في بقائهم معلّقين في الهواء باسم الله
.



إن إدراك الله هو اختباراً إيجابياً ملموساً على مستوى الوجود الصافي.
إنه أكثر حقيقةً وأكثر جوهراً وكثر سمواً من وجود أيّ شيء على الأرض.
إن وجود الكينونة القدسية هو مطلق ويكون أن نعيشها بشكل حسن جداً إذا
تم قيادة العقل من الحقل النسبية إلى وعي الله في الحقل التجاوزي، الذي
هو الدائم والقدير والعارف. من خلال التأمل التجاوزي، يتم جلب العقل
فعلاً إلى هذا المستوى، وكما رأينا في الجزء عن "كيف تتّصل بالكينونة"
أن العملية بسيطة. من الضروري فقط أن يضع الفرد عقله في العملية
فيتجاوز ومن ثم يعود إلى الحقل النسبي. يحدث هذا مراراً وتكراراً
وصباحاً ومساءً. وفي خلال وقت قصير سيتم اكتساب حالة من العقل لا تضيع
فيها الكينونة، حتى وإن كان العقل منشغلاً في حقل الاختبار والنشاط.
هذه هي حالة الحرية الحقيقية في الحياة
.



رأينا أيضاً بأنّه في أثناء عملية التجاوز، تزيد القدرة الواعية للعقل،
وعندما يخرج الفرد من التأمل ويشغل نفسه في حقل الاختبار والنشاط في
العالم، يصبح اختبار الأغراض المدركة بالحواس أعمق وأكثر امتلاء وأكثر
حقيقية. وينشغل الفرد في العمل بطاقة أكبر، وذكاء أكثر، وكفاءة محسّنة.
هذا هو مجد الإدراك القدسي: يكون فيه، من ناحية، يتم غرس حالة الكينونة
للبقاء في كلّ الأوقات متغلغلة في الطبيعة الحقيقية، ومن ناحية أخرى،
يصبح حقل النشاط أكثر واقعية وأكثر مكافئة وعلى كلّ المستويات. هذا ما
يجلب الانسجام بين الأمجاد الروحية الداخلية، والأمجاد المادية
الخارجية من الحياة
.



إن هذه الحالة كانت موضوع البحث الكبير للإنسان منذ الأزل لأنها تمجّد
كلّ نواحي الحياة الفردية. إنّ الحياة المادية للإنسان تكون مبتهجة
بنور الذات الداخلية. لهذا السبب تؤكد جميع الكتب المقدّسة من أديان
والمجال الكامل للميتافيزيقيا بأنّ حالة الإدراك الذاتي أو إدراك الله
هي هدف الإنسان. ولأنه، وفي الطّريق لتحقيق هذا الهدف، يجعل العالم
أفضل، وتتحسّن الكفاءة، ويصبح الإنسان أكثر قدرة في العالم. يتمتّع
أكثر بالعالم على كلّ المستويات في حين يبقى متمتعاً بالقدسي. يتمتّع
الفرد في العالم إلى أقصى حدّ لأن طبيعة عقله أصبحت الآن في وعي
الغبطة، ووعي الغبطة هو أساس كلّ اختبار وكل نشاط. هذه هي حالة الإنسان
المدرك لله. وهذه هي حالة الإنسان الناجح في العالم. إن هاتين الحالتين
تكونان سوياً، يدٌ بيد. يجلب نجاح المسعى القدسي النجاح الرفيع في
العالم بطريقة طبيعية أكثر وتكتمل الحياة الفردية. وعندئذ، وتحت كلّ
الظروف، يعيش الفرد الحياة بشكل واقعي في الحرية الأبديّة
.


لقد رأينا في كلّ الأجزاء عن "فنّ الحياة" كيف تمجّد هكذا هذه الحرية
الأبديّة في الحياة جميع حقول التفكير والتكلم والعمل والسلوك سويّة مع
الحقل الكامل للكارما الماضية والحاضرة. إن الطريق إلى الحرية الأبديّة
هي أيضاً الطريق إلى النجاح في العالم، ومفتاح لذلك هو الممارسة
المنتظمة للتأمل التجاوزي

فارس الليل
عاشق يجى منه

عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى