عُشاق الحياة
مرحبا بكم و نشكركم للزيارة و نتمنى التسجيل و المشاركة
عُشاق الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» I'll never be sorry for love
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:19 am من طرف أدم

» محشش ينصح ولده قبل الامتحان خلونا نشوف كيف ينصحه
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:17 am من طرف أدم

» امته هاشوفك
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:16 am من طرف أدم

» لعبة الحروف
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:12 am من طرف أدم

» اين هوه ذاك الحب
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالأربعاء يناير 05, 2011 12:11 am من طرف أدم

» لغز للعباقره
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 11:59 pm من طرف ضي القمر

» أتعلم ماذا يؤلمني ...؟؟؟؟
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 10:32 pm من طرف أدم

» لوجه ناصع
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالأحد نوفمبر 28, 2010 6:01 am من طرف ضي القمر

» ماسكات رائعة للجمال
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Emptyالسبت سبتمبر 25, 2010 6:38 pm من طرف فارس الليل

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ضي القمر - 242
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
فارس الليل - 135
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
همس الليل - 116
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
أدم - 113
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
سحر الليل - 96
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
نور الشقيه - 64
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
salums - 34
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
نسر طاير - 15
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
تولاى - 10
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 
aerith - 8
   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_rcap   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_voting_bar   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة I_vote_lcap 


كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة

اذهب الى الأسفل

   كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة Empty كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة

مُساهمة من طرف فارس الليل الخميس يوليو 08, 2010 3:28 am



كيف يمكن الاستفادة التامة من البيئة المحيطة







لكي نفهم تقنية الاستفادة التامة من البيئة المحيطة، من الضروري أولاً
أن نفهم مما تتشكّل البيئة المحيطة بالفرد. يجد الفرد أنها ليست هي
نفسها دوماً. تختلف البيئة المحيطة بالإنسان في البيت عن تلك التي في
مكتبه. تغيير البيئة المحيطة بالإنسان طبقاً لرغبته الخاصة؛ إنها من
صنع يده. تصنّف البيئة المحيطة التي نخلقها بنوعين؛ هناك أولئك ما
يُخلق بشكل واعٍ، وهناك ما يُخلق بدون معرفة الفرد الواعية، وهي كنتيجة
لفكره الخاص، أو كلامه أَو عمله. إذا بَنا إنسان ما، على سبيل المثال،
بيتاً جديداً، يقوم بذلك بشكل واعٍ وعمداً. أما إذا دعا صديقه إلى
البيت وإذا فسّر صديِقه الدعوة بأَن لها دافع خفي، فقد يُصبح الصديق
عدواً. إن عداوة الصديق هي من صنع ومسؤولية الإنسان الذي دعاه، بالرغم
من عدم وجود أي نيّة لمعاداته.




لننظر في هذا السؤال بشكل أعمق، نحن نجد أن نخلق عن غير قصد في البيئة
المحيطة بنا، يتوافق مع نظرية الكارما. إن البيئة الحالية المحيطة بنا
هي نتيجة لشيء قمنا به في الماضي. إن نوايانا الحالية وجهودنا هي تجسيد
لتأثير الماضي. لا يمكن الأمر كونه أن بيئتنا الحالية المحيطة هي فقط
نتيجة الماضي، لا بل يجب أن نقبل ثمار أعمالنا الماضية ونكملها بنيتنا
الحاضرة. لذا، إن بيئة المحيطة بنا هي ليست فقط نتيجة لماضينا، لكننها
نتيجة لمزيج من الماضي والحاضر. هكذا هي حياة الإنسان في الحاضر.




فلنأخذ مثالاً عن إنسان له علاقات سيئة مع الآخرين. يصبح عرضة للكلام
السيئ من العديد من الناس المرتبط بهم ويسيئوا فهم أعماله بالرغم من أن
الإنسان يعرف بأنّه لم يؤذي أحداً. هذه يمكنه اعتباره كنتيجة لأعماله
السابقة، التي هو أيضاً صنعها بيده والتي تعود له في الحاضر.





إن بستاني الذي يزرع الأشجار يكون مسؤولاً فيما إذا نمت بشكل جيد أو
ذبلت. إذا ازدهرت الأشجار وأزهرت وأعطت الثمر، يتمتّع البستاني بها
كنتيجة لعمله الخاص في السابق. إما إذا ذبلت زهرة جميلة فجأة بسبب
الحرارة المفرطة، لا يكون ذلك نتيجة للعمل أَو لكارما البستاني، إنما
هي بسبب فشله لحماية الزهرة من الموجة الحرارية. لكن البستاني يأخذ ما
يحدث في حديقته كما يجيء.




وعلى نفس النمط، يجب على الفرد أن يأخذ أمور بيئته المحيطة كما هي،
علماً بأنها من صنع يديه. إذا وخزت شوكة الوردة يدّ شخص ما وهو يتمتّع
بجمال الوردة، كل من جمال الوردة ووخز الشوكة قد تُنسب إلى عمل
البستاني.




هكذا، عندما نتمتّع، نحن نتمتّع بنتيجة أعمالنا الخاصة. ونحن نعاني
أيضاً كنتيجة للكارما الخاصة بنا. لذا، وسواء تعرضنا للفرح أو البؤس،
لا يكون ذلك غلط البيئة المحيطة بنا.




عندما نبني بيتاً، نستفيد استفادة تامة من البيئة المحيطة التي خُلقنا
فيه. إذا زرعنا حديقة في الخارج، نتمتّع بها، لكن إذا لم نزرع حديقة
نتمتع بدفءِ غرفة الجلوس. هكذا، نستفيد استفادة تامة من البيئة المحيطة
التي خلقنا.




بما أن بيئتنا المحيطة بنا هي من صنعنا، فهي موجودة بشكل طبيعي كي
تساعدنا في الحصُول على ما نرغب. إن تقنية نَيل المساعدة من البيئة
المحيطة بنا هي في موقفنا من العطاء. إذا أردنا أن ننال الحدّ الأعلى
في جميع الأوقات، يجب أَن يكون عندنا موقف للعطاء. "إذا أردت أن تأخذ،
عليك أن تَعطي" هذا من قوانين الطبيعة.




في حياةِ الشجرة، تتحمّل الجذور المسؤولية في أَخذ النسغ من المنطقة
المحيطة ونقله إلى الشجرة الخارجية. فقط عندما يكون الجذر مهيأ لنقله
إلى الشجرة الخارجية تكون هي قادرة على أخذه. إذا قطعت الشجرة من
جذورها، لن تأخذ الجذور في النسغ بالقدر الذي كانت تأخذه عندما كانت
الشجرة سليمة.




إذا استمر مدير المبيعات في المصنع بالقيام بعمليات البيع، يُبقي مدير
الإنتاج المصنع منتجاً. أما إذا لم يُبَع المنتج، فيتوقّف الإنتاج
أيضاً. يعتمد الإنتاج على الاستهلاك.




من الطبيعي أن يستلم الفرد ما هو قادر على أن يعطي. تعطي الأمّ إلى
الطفل، وبالمقابل، تستلم من الطفل؛ يعطي الأبّ إلى الابن كل حبّه
وثروته وقوّته وعقله، وبالمقابل يستلم الثقة والحبّ، وسعادة الابن.




إذا أنت منفتحاً مع شخص ما، سيكون هو منفتح معك. إذا كنت تريد حبّاً من
شخص ما، أَعطي حبّك إليه. إذا كنت تُريد سلوكاً لطيفاً ومتعاطفاً من
شخص ما، كون لطيفاً ومتعاطفاً معه. إذا كنت تُريد الراحة منه، أثبت
بأنك مريحاً له. إذا كنت تُريد إعجاباً من الآخرين، قم بما يظهر إعجابك
لهم. إذا كنت مخلصاً في العطاء، سوف تسترده بالمقابل بأضعاف. يتعلّم
المعلّم بالتعليم؛ وبالطاعة يفترض على الطالب احترام المعلّم. إذا كان
ابنك مطيع لك بسهولة، يملك قلبك كأمر طبيعي في مقابل طاعته. إذا كنت
لطيفاً مع الطفل سيكون لطيفاً؛ إذا كنت قاسياً معه، سيتمرّد ضدّك. هذا
هو الفعل وردّ الفعل.




إن الفعل وردّ الفعل هما متساويان، إن هذه المعادلة هي حقيقة مثبتة
علمياًً. تتفاعل مع شخص ما على نحو معين وهو، بالمقابل، سَيتفاعل معك
على نحو مماثل. إذا لم يتفاعل معك الشخص، ستجلب إليك طبيعة من ردّ
الفعل بشكل مماثل. إذا آذيت شخص ما، حتى وإذا لم يردّ بنفسه، ستجلب قوة
أخرى من الطبيعة لك ردّ الفعل لسلوكك. إنه قانون الطبيعة الذي يقول كما
تزرع كما تحصد. في الطريقة التي يريدها الفرد أن تردّ إليه البيئة
المحيطة، يجب أن يكون سلوكه نحو البيئة المحيطة بموجب ما يريد. هذا هو
المبدأ الأساسي لإحْسان استعمال بيئة الفرد المحيطة به.




لا يمكن خداع قوانين الطبيعة؛ سيجيء ردّ الفعل مهما يكن. إذا كان
إنساناً غيور منك، ستجد، عندما تُفتّش قلبك، بأنّك كنت غيوراً منه أو
من شخص آخر في وقت ما في الماضي. كون لطيفاً معه، والبيئة المحيطة
ستكون لطيفة معك؛ كون محبّاً إليه، والبيئة المحيطة سَتكون مَحبّة
إليك؛ ابدأ بالشكّ، والبيئة المحيطة ستبدأ بالشك فيك. إذا كنت تكره،
تبدأ البيئة المحيطة بكراهيتك. إذا بدأت البيئة المحيطة بكراهيتك، لا
تلوم البيئة المحيطة، وجه الملامة إلى ضميرك الداخلي الخاص.




من الضروري أن تنقي ضميرك وتكون عطوفاً ًومخلصاً في سلوكك. إن للسلوك
الخارجي الجيد بالتأكيد قيمة عظيمة في الحياةِ، لكن الذي له قيمة أعظم
هو حالة الضمير الداخلي الصافي. إذا كنت نقي الضمير ومحبّاً ولطيفاً
ومستقيماً مع أتباعِكَ، من الطبيعي أن تنال معاملة جيدة من كل شخص،
وتنال الفرح العظيم من البيئة المحيطة.




إذا كنت تشعر بأنّك تملك كل هذه الصفات وكنت نقياً في ضميرِكَ ولا تزال
تشعر بوجود ما يزعجك في بيئتك المحيطة، عندئذ تقبّل ذلك كما هو؛ إنه
نتيجة عملٍ ما في السابق.




إذا انتقمت من أحد، فأنت تنجر إلى مستوى الخاطئين. على العكس، دع
الخاطئين يكونون قطرة في بحر فضائلك. هناك قول مأثور: "لا تُقاوم
الشرّ". إذا قاومت الشرّ فعليك أولاً أن تنحط إلى ذلك المستوى من
الشرّ، وثانياً، وعلاوة على ذلك أنت المسؤول عن التأثير السيئ الذي
تُنتجه في الانتقام.




دع شوائب الجوّ تجد المأوى في بحر النقاوة في قلبك، التي هي الغبطة
التي لا يسبر غورها في ضميرك الصافي الداخلي. عندما تغفر له، تتمتّع
الطبيعة كلها بتألقك وتُرجع الفرح إليك. إن صفات المغفرة والتحمّّل
ونقاوة القلب، والإخلاص، والحبّ، والشفقة في الأرضية الأساسية التي
منها تتمتّع تستفيد استفادة تامة من البيئة المحيطة بالمبدأ الأساسي
للعطاء.




إن البيئة المحيطة هي نوعان: متحرّكة وغير متحرك، أَو حيّ وغير حي.
يمكن القول بأنه لا يوجد شيئاً لا يعيش في الكون؛ تخبرنا الفيزياء بأنه
بالحقيقة لا يوجد شيءِ هامدً، وبأن كل شيء هو اهتزاز ونشاط، وبأنه لا
يوجد شيء لا يتفاعل. مع هذا، وفي حقل الوجود النسبي، نحن نُميّز
الإنسان عن البيت والكلب عن الحديقة. نعتبر أن البيت والحديقة هما من
البيئة المحيطة الهامدة، أما الكلب والإنسان فهما من البيئة المحيطة
النشيطة. إن غايتنا هي في أن نُحسن استعمال كل من الأنواع النشيطة
والهامدة للبيئة المحيطة.




من أجل الاستفادة التامة لكل من أنواع البيئة المحيطة، علينا اعتماد
المبدأ الأساسي الذي هو ذاته الذي به تعاملنا؛ إنه مبدأ العطاء. أحب
الكلب، والكلبَ سيحبّك؛ اكره الكلب، والكلب سيعضّك. أحب أمّك؛ ولن يكون
هناك نهاية إلى حبّها لك؛ تسبب بخلاف معها، ولكن حبّها كبير جداً لك
بحيث سوف لن تردّ، إن أي خلاف من ناحيتك سيؤثّر على البيئة المحيطة
بالتأكيد. لذا، وفي كل مسالك الحياةِ، وتحت كل الظروف، وفي كل أنواع
البيئة المحيطة، أكانت حية أو غير حية، متحرّكة أو غير متحركة، من
الضروري أن يكون عندنا نظرة من المحبّة واللطف والتعاطف في صميم
الداخلي من قلبنا. يجب أن يكون سلوكنا الخارجي مستنداً على ذلك.




هذه هي التقنية الأساسية للاستفادة استفادة تامة من البيئة المحيطة.
هذا يَعْني بأننا سنجني فائدة قصوى من البيئة المحيطة. سوف نتمتّع
بالبيئة المحيطة وسنجعلها تعمل أكثر لنا فقط، إذا كنا مثبتين في محبّة
واللطف والعطف.




ومن جديد، نجد هناك نوعان من البيئة المحيطة بنا وعلى مستوى مختلف:
البيئة المحيطة بنا بشكل مباشر والبيئة المحيطة بنا التي على مسافة
بعيدة. إنّ البيئة المحيطة والقريبة منا تتأثّر بكيفية تصرّفاتنا
وكلامنا وعملنا ووفقاً للعلاقة معها. إذا وضعنا زهرة في الغرفة، يُزهرُ
وتبقى ناضرة. أما من الناحية الأخرى، إذا تركّنا الزهرة كي تذبل على
الأرض في الغبار، فتعكس إهمالنا. هكذا تتأثر البيئة المحيطة والقريبة
منا بشكل مباشر بسلوكنا. لكن البيئة المحيطة والبعيدة عنا تردّ في
الغالب إلى مشاعرنا وأفكارنا. وعلى سبيل المثال، إذا كنت في الهند في
لديك صديق في أمريكا، ستكون مشاعره القلبية والعقلية مطابقة لمشاعر
قلبك وعقلك.




إن موجات الفكر هي قويّة أكثر بكثير من موجات الكلام والعمل. من خلال
كل فكرة وكلمة وعمل، نحن نخلق نوعاً من الموجات في الجوّ، لكن موجات
الفكر تخترق قوي. إذا كنا سعداء وفرحين، وممتلئون باللطف والمحبة
باتجاه العالم بأكمله، نستلم حبّاً من كل صوب.




في فصل "الكارما والكينونة" رأينا بالتفصيل كيف أن كلاً من الفكر
والعمل يؤثّران على كامل حقل الكون، وفي الجزء السابق، رأينا كيف يردّ
الكون على العمل الفردي. نحن نخلق نوعية الحياة في الجوّ طبقاً لنوعية
قلوبنا. سواء كنّا نناقش مسألة البيئة المحيطة القريبة منا أو البعيدة
عنّا، سوف تظهر تقنية الاستفادة استفادة تامة من كل أنواع البيئة
المحيطة لفائدتنا الأكثر عندما نملك أفكاراً في مركز وجودنا، في القلب
والعقل، من اللطف والمحبّة والرحمة والغفران، لكلّ البيئة المحيطة. إذا
كان الفرد موجّهاً في كل اتجاهات حياته بهذا المبدأ القائل: أعطي، إذا
كنت تريد أن تكسب" من الطبيعي أن يكون الكسب مساوياً أو أكثر مما هو
مُعطى، لأن الرد سيكون من العديد من اتجاهات البيئة المحيطة.




إذا كنت تريد من البيئة المحيطة أفضل استعمالاً لك، كنّ أفضل استعمالاً
لبيئتك المحيطة. إذا كنت تريد بيتك أن يعطيك الفرح والراحة، كنّ مفرحاً
فيه، واجلب إليه أشياءً جميلةً. إذا وجهت المحبة إلى النباتات في
حديقتك، سوف يكافئونك بالزهور الجميلة لإعطائك الفرح. إذا زرعت في داخل
نفسك حالة طبيعية من اللطف والحنوّ والمحبة، والتسامح، سوف تنال
مردوداً بآلاف الأضعاف من البيئة المحيطة. لكي يستفيد الفرد استفادة
تامة من البيئة المحيطة به، من الضروري أن يُطوّر هذه النوعيات في داخل
ذاته إلى القدرة الأكمل؛ هذه هي وبشكل مجرّد القوى الكامنة في داخلنا.
إذا كان الفرد قادراً على الارتفاع إلى هذه القيمة الكاملة من الحياة
البشرية، قد ينال أقصى الممكن ويستفيد استفادة تامة من البيئة المحيطة
به لأفضل فائدة لهِ.




رأينا في الجزء السابق بأن استفادة الفرد استفادة تامة من إمكانيته
البشرية الخاصة، من الضروري فقط أن يكون منتظماً في ممارسةِ التأمّل
التجاوزي، الذي يفتح بسهولة كل القوى الكامنة العقلية الداخلية
والطبيعة القدسية الداخلية. من خلال الاختبار المباشر لوعي الغبطة،
يكسب الفرد ذلك الامتلاء من الحياة التي فيها ستردّ كل أنواع البيئة
المحيطة على نحو مناسب وستعرض أفضل استعمال لقيمها.




لكي يستفيد الفرد استفادة تامة حقاً من البيئة المحيطة، يجب عليه أن
يكون إنساناً عادياً، وكما رأينا في الفصل السابق، إن الإنسان العادي
هو إنسان في الوعي الكوني، إن إنسان نامي بالكامل هو صاحب شخصية متطورة
جداً. في هذه الحالة، ينال الفرد الفائدة الكاملة من البيئة المحيطة،
لأن في هذه الحالة يكون قلبه وعقله مثبت على ذلك المستوى الذي منه تعمل
كلّ قوانين الطبيعة على تطوّر كل شيء. ذلك المستوى وحده من الطبيعة
يعرف كيف يعطي لأن قوانينَ الطبيعة تستند على ذلك المستوى. يمكن فقط من
ذلك المستوى من الوعي الكوني أن يعطي الفرد حقاً. عندما يضع الفرد نفسه
على هذا المستوى من الحدّ الأعلى للعطاء، عندئذ سيكون قادراً على أن
ينال الحدّ الأعلى.




إن الوعي الكوني هو حالة حيث يضع الفرد نفسه في خدمة الله، لأن، وكما
رأينا في فصل "القانون الكوني"، يكون الفكر والكلام وعمل لمن وصل إلى
هذه الحالة موجهاً بمشيئة وإرادة لله فقط. إنه فرد، لكنّه آية حيّة
لله، وأداة في أيدي القدسي. إن ما يصدر عنه يكون في خدمة الحياة
الكونية بشكل طبيعي. إنه بالطبيعة، الخادم الأكثر طاعة لله. بالوصول
إلى حالة الوعي الكوني - الحالة العادية – من خلال الممارسة المنتظمة
للتأمل التجاوزي، يضع الفرد نفسه بشكل طبيعي في حالة لا يكون هو
مستفيداً فيها استفادة تامة من البيئة المحيطة به فحسب، يل يكون حيث
البيئة المحيطة هي أيضاً مفيدة له بالكامل. ليس ضرورياً له أن يقوم بأي
عمل كي يستمد المنافع الأكثر من البيئة المحيطة؛ بل ستكون هذه المنافع
طبيعياً مفيدة له بالكامل. واستناداً إلى منزلته سوف يستمد أفضل فائدة
بشكل طبيعي من البيئة المحيطة وكل شيءِ في بيئته المحيطة من الطبيعي أن
يكون له قيمة عظيمة للآخرين.




لا يستمدّ الفرد فقط فوائد البيئة المحيطة لنفسه برفع وعيه، لكنّه يخلق
حالة يكون فيها كل شيء في البيئة المحيطة قدراً أن يسحب الحدّ الأعلى
من بين كل شيء آخر. بهذه الطريقة تكسب البيئة المحيطة ويكسب الإنسان
بالممارسة الثابتة للتأمل التجاوزي.




هذا هو غرض الاستفادة التامة للبيئة المحيطة على نحو آلي جداً. قد يبدو
ذلك بأنه مبدأ متخلفاً في الحياة، لكنّه فقط تعبير الحقيقة على هذا
المستوى. إنه ليس ممكناً وبأي طريقة أخرى، أن تحوّل البيئة المحيطة
بالفرد إلى كل ما هو جيد لنفسه. حتى أولئك الذين حاولوا تغيير بيئتهم
المحيطة وتحويلها لمصلحتهم الخاصة بالقوة كتب عنهم في التاريخ بأنه
نالوا نجاحاً جزئياً فقط في محاولتهم. لقد دُوّن عن الملوك العظماء
ودكتاتوريي العالم أنهم أنجزوا نجاحاً جزئياً فقط في الحياة؛ لم يكن
ممكناً أن يعملوا على الاستعمال الكامل للبيئة المحيطة لأنهم لم
يُطوّروا أنفسهم على كل مستويات الحياة.




إنه لأمر ضروري أن نكون متناغمون مع الطبيعة وأن نرفع الوعي لكي يدخل
عالماً ممتلئاً بالانسجام والسلام والسعادة التي تكمن في المنزلة
الأبديّة للوعي الصافي التجاوزي المطلق. لا يمكن تغيير البيئة المحيطة،
أو الاستفادة منها استفادة تامة، بالقوة ولا بالضغط المعنوي ولا
بالاقتراحات.




إن محاولة علم النفس الحديث للمصالحة بين البيئة المحيطة ولإنسان
بواسطة نظام تحسين علاقته من خلال التوصيات والتدريب النفسي فقط هو
لأمر مضحك. إن محاولة علم النفس الحديث لتحسين العلاقات والبيئة
المحيطة والاستشراف على الحياة ليس لها علاقة بالأسس الرئيسية للحياة.
يشبه هذا الأمر طفلاً يحاول بناء قلعة على الشاطئ بالرمل المتوفر. إن
محاولة تعزيز الحياة البشرية على الاعتبار الصرف للقيم السطحيّة لعلم
النفس قد يُسلّي فكر بعض الناس الجهلة، لكنّه لا يستطيع خدمة الغاية
الحقيقية للحياة.




إذا ابتدأ تاج الزهرة بالذبول، لا يسقي البستاني الماهر التاج، بل يسقي
الجذور. إذا ابتدأت العلاقة بخلق التوتّر، يمكن أن يكتسب القليل جداً
بمحاولة المصالحة بين الأطراف بالاقتراحات على مستوى السطح. يَجِبُ أن
تُعالج العلاقات السيئة بتحسين نوعية القلب والعقل من كل أطراف.




رأينا في فصل "كيف نتصل بالكينونة"، مدى السرعة في تحسّن القدرة
الواعية في العقل بممارسة التأمّل التجاوزي. يعلم الجميع في كل أنحاء
العالم الصعوبة التي يواجهها شخص ما تملكه الحزن بسبب بعض المأساة، في
أن يجمع في عقله كل الاقتراحات والنيّة الحسنة التي بها يحاول الآخرون
مواساته. لكن، إذا ابتدأ بممارسة التأمّل التجاوزي، وخلال عشرة دقائق
يجد بأن عقله يهدّئ، وتبدأ الشكوك بالتبدّد من الداخل، ويبدأ التوتّر
بالتحلّل، ويبدأ حنانه بالتوهّج.




يصبح قادراً على النظر إلى الأمر من وعي ورؤية مكبّرة، وفوراً، يجد
نفسه تجاوزيحاً وقادراً على التحمل للأمر ذاته الذي كان مشكلة فظيعة
قبل دقائق قليلة. بالرغم من إن المأساة ذاتها، والظروف ذاتها. في لحظة
واحدة يخفق في أن يستمد الفائدة من البيئة المحيطة ويكون بائساً، لكن،
في اللحظة التالية، واستناداً إلى رفع وعيه من خلال طريقة التأمّل
التجاوزي، يبدأ بالتمتّع بالبيئة المحيطة ولتطوير الفائدة القصوى له
وللآخرين.




هذا ما يقودنا لاستنتاج، بأنه كي يكون الفرد قادراً على الاستفادة
استفادة تامة من البيئة المحيطة، من الضروري أولاً أن يرفع وعيه من
خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي؛ ستمدّ كل من البيئة المحيطة
والظروف يد المساعدة بشكل طبيعي وستكون مفيدة بالكامل وبأفضل فائدة
للفرد ولكلّ الآخرون.

فارس الليل
عاشق يجى منه

عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى