المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ضي القمر - 242 | ||||
فارس الليل - 135 | ||||
همس الليل - 116 | ||||
أدم - 113 | ||||
سحر الليل - 96 | ||||
نور الشقيه - 64 | ||||
salums - 34 | ||||
نسر طاير - 15 | ||||
تولاى - 10 | ||||
aerith - 8 |
فنّ العمل
عُشاق الحياة :: الركن العام :: فن الحياه
صفحة 1 من اصل 1
فنّ العمل
فنّ العمل
هناك مثل شعبي في الهند يقول بأنّ نجاح عمل الرجال العظماء يعتمد على
نقاوة قلوبهم وليس على الملحقات. هذا المثل باللغة السنسكريتية، فيه
المغذى العميق.
عندما عالجنا القانون الكوني، أوضحنا بأنّه عندما يثبت العقل في
النقاوة المطلقة للوعي، يصل إلى التنسيق الكامل مع قوانين الطبيعة. إنّ
سرّ النجاح في كسب
التأثير المفضل من القوانين الطبيعية التي تقود عملية تطور الكائنات
كلّها. لذلك سنوجد فنّ العمل أساساً في فنّ التأمل التجاوزي، الذي يجرف
كلّ شوائب العقل بسهولة ويتركه في النقاوة وبالانسجام مع قوانين
الطبيعة. هذا هو، وبشكل أساسي، فنّ العمل من أجل كلّ النجاح.
في توضيح فلسفة العمل وفي تعاملنا مع "الكارما وفنّ الكينونة" أوضحنا
بأنّ فنّ الكينونة يقع في أرضية فنّ العمل لأن جاذبية وقوّة العمل
تعتمد على جاذبية وقوّة التفكير؛ وبدورها، تعتمد على جاذبية وقوّة
الكينونة. إذا كانت الكينونة قوية، سيكون التفكير قوياً و سيكون العمل
قوياً. أما إذا لم تكن الكينونة في العقل الواعي، فسيكون التفكير بلا
حياة و سيكون العمل ضعيفاً وأقل فعالية.
للحصول على العمل الأكثر فعّالية، يتطلب ذلك أن يكون التفكير فعّال
أكثر، والتفكير الفعّال الأكثر، يتطلب كينونة فعّالة أكثر في طبيعة
العقل. لذلك إن قاعدة فنّ العمل هي في فنّ الكينونة، والتقنية لتحقيق
ذلك تكمن في ممارسة التأمل التجاوزي.
تعتمد نوعية العمل على نوعية الفاعل والظروف وسرعة تقبل العمل في
الطبيعة والبيئة المحيطة بالفاعل. قد يكون الفاعل من النوعية الجيدة
ويمتلك عادات حسنة ونقاوة الحياة، ويكون قويا في العقل والتفكير
الواضح؛ ولكن إذا كانت الظروف والبيئة المحيطة غير مفضّلة للعمل، لن
يكون عمله مثمراً. في الفصل "كيف نستفيد استفادة تامة من البيئة
المحيطة" عالجنا بالتفصيل كيف أنه من خلال ممارسة التأمل التجاوزي،
تصبح البيئة المحيطة والظروف منسجمة وداعمة لاكتمال الرغبة والعمل.
ومن جهة أخرى، إن فنّ العمل هو في أداء العمل بالكمية الدنيا للطاقة
المستهلكة وبالكمية القصوى للعمل المنجز؛ هكذا تكون الكفاءة في العمل
هي الأكبر. وبذلك تكون النوعية والكمية الناتجة عن العمل هي الأكثر،
بينما يكون استهلاك الطاقة أقل.
إن الجهد الأقلّ والكمية القصوى للكسب إلى الفاعل وإلى البيئة المحيطة
هو فنّ العمل. يكافئ كلٌّ من الفرد والكون بوفرة بواسطة فنّ العمل.
هناك ناحية أخرى لفنّ العمل هي في المهارة في العمل. تعني المهارة في
العمل بأن يكسب الفاعل سروراً عظيماً خارج العمل لكن، في نفس الوقت،
يبقى متحرر من التأثير الملزم للعمل ومن التأثير الملزم من ثماره. إنّ
المهارة في العمل هي بأنّ يكون عقل الفاعل موضوع على مستوى الغبطة
والذكاء الخلاق غير المحدودة للكينونة لكي يبقى مطمئناً دائماً، ويعمل
عملاً أكثراً وينجز أكثر في الحياة اليومية. بإنجاز "أكثر" نعني العمل
بكفاءة أكثر وبكمية أكبر للنتائج الأفضل والأكثر. إذا تم أداء ذلك
بينما يبقى الفاعل في الحرية، يكون ذلك المهارة في العمل أو فنّ العمل.
إن فنّ العمل هو بأن يكون تقدّم العمل ومتعة ثماره، وبالرغم من أن
الفاعل محدد بشكل كامل بفكرة العمل، وببقائه في حالة الحرية الأبديّة،
يكون مشبعاً بوعي الغبطة للكينونة المطلقة. لذلك يتطلّب فنّ العمل بأن
تكون الكينونة مشبعة في طبيعة العقل، ومن خلاله، يتم جلبها لتعبر عالم
الأشكال والظواهر.
هكذا، باختصار، يكمن فنّ العمل في اختراق المستويات الأعمق أولاً لبحر
العقل ومن ثم في أخذ العقل إلى مصدر التفكير، الذي هو حقل الكينونة حيث
يبدأ عمل التفكير. تمكّن هذه العملية الإمكانية الكاملة للعقل للانشغال
في عملية التفكير، وفي نفس الوقت، يغطس في حقل الكينونة.
بهذه الطريقة يصبح الحقل الكامل للفكرة والعمل وسيلة للكينونة المطلقة
التجاوزية في المجيء إلى الحقل النسبية وتتذبذب من خلال الفكرة والعمل.
هكذا يصبح الحقل الكامل للفكرة والعمل وثماره ممتعاً وساراً، لأن
قوانين الطبيعة وكلّ البيئة المحيطة ستدعم عملية إنجاز الرغبة
واكتمالها. إن هذا وكأن الخليقة بالكامل تأخذ الأمر على عاتقها لإنجاز
الفكرة والعمل التي ظهرت. تصبح الفكرة فكرة إلهية. ومن ثم يصبح العمل
الوسيلة لإنجاز الغاية الإلهية بينما، وفي نفس الوقت، يخدم غاية الفرد
إلى القدرة القصوى. في إنجاز الغاية الإلهية، تكسب غاية الحياة الفردية
مرحلة مجيدة.
هذا هو فنّ العمل. يستوجب فقط أن يغطس الفرد بالعمق في داخل ذاته قبل
أن يبدأ بالعمل، أما عملية التفكير الكاملة والعمل فيما يلي، يأتي بشكل
آليا من قالب فنّ العمل، حيث يكون العمل مفيداً للفاعل وللكون ويترك
الفاعل في الحرية الأبديّة.
يجب على العمل أن ينجز للمنفعة الكاملة للفاعل. في هذا الاعتبار، يجب
أن يكون أمان الفاعل هو الاهتمام الأول، وبكلمة أخرى، لا يجب أن يتقيد
الفاعل بقيامه بالعمل. يجب أن لا يمسّ الفاعل أي من التأثير الملزم
للعمل أو التأثير الملزم لثمار العمل. هناك فهم قليل جداً حول التأثير
الملزم للعمل في العالم اليوم. يتم إنجاز العمل فقط من أجل إرضاء
المستوى الحسّي للحياة. هذا لأن هناك فهم قليل جداً عن الكينونة. لهذا
السبب لم يتم التفكير بالعمل من ناحية مستوى الكينونة ويعتبر بأنه
موجود فقط على مستوى العقل والحواس والجسم والبيئة. نجد بأن المجال
الكامل للحياة اليوم موجود على مستوى سطحي جداً.
عندما نعالج فنّ الحياة يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الحقل الكامل
للحياة. وفي قيامنا بذلك بأخذ بعين الاعتبار الكينونة والتفكير والعمل
والجوّ - كلّ حقول الحياة. لذلك إن مجال العمل يجب أن لا ينظر إليه فقط
من ناحية إكماله وما سيثمر، لكن أيضاً من ناحية الانطباعات والتأثيرات
التي يخلقها في الفاعل وفي البيئة المحيطة الخارجية.
إنّ النقاط الرئيسية لفنّ العمل هي التالية
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ أداء العمل بأقلّ كمية مستهلكة من الطاقة
فنّ أداء العمل بأقلّ كمية مستهلكة من الطاقة
من أجل أداء العمل بأقلّ كمية الطاقة، من الضروري أولاً أن تكون فكرة
العمل قوية. ستستلزم الفكرة الضعيفة كمية كبيرة من الجهد لإنجاز العمل،
بينما ستجد الفكرة القوية طريقها بسهولة إلى التجسّد. إن القوّة
المتطورة جداً للفكرة، وكما رأينا عندما تعاملنا مع "التفكير وفنّ
الكينونة" تأتي من خلال عملية التأمل التجاوزي. لذلك، ومن أجل أن نكون
ناجحين في حقل العمل، من الضروري أولا أن تكون قوّة الفكرة عظيمة. لهذا
السبب، يجب على الفرد أن يمارس التأمل التجاوزي بانتظام.
يجب على البيئة المحيطة والظروف أيضا أن تكون مناسبة لأدائها. وكذلك،
يجب على البيئة المحيطة أيضاً أن تشعر بالحاجة للعمل وتتمنّى استلام
شيء مفيد. وبذلك يصبح الجوّ المحيط مناسباً لأداء العمل ويصبح أدائه
سهلاً ومتناغماً.
يجب أن يكون العمل غير مؤذي. إذا كان يقصد به إيذاء شخص ما، سيكون
بالتأكيد هناك معارضة لأدائها في البيئة المحيطة، وبالتالي سيصبح
ضرورياً بذل طاقة إضافية لمواجهة هذه المقاومة.
يجب على الفاعل أيضاً أن يكون قوياً ونشيطاً. في الجزء عن "الكينونة،
طبقة القانون الكوني" رأينا بأنّ ممارسة التأمل التجاوزي، تأخذ العقل
إلى مصدر كلّ الخليقة، الذي هو الحقل غير المحدود لطاقة. وبوصول العقل
الواعي للتناغم المباشرة مع حقل الطاقة غير المحدودة للحياة يكسب مثل
هذه الكمية العظيمة للحيوية التي بها يمكن لأيّ عمل أن ينجز بسهولة
وبسرعة ومن دون إجهاد وبالنجاح الكبير. إذ لم يكن الإنسان نشيطاً عندما
يؤدّي عمله، يفتقر إلى الثقة بما يفعل وتنتابه الخشية للتقدم في كلّ
لحظة من مراحل العمل
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ أداء عمل في أقل فترة من الوقت
فنّ أداء عمل في أقل فترة من الوقت
من أجل التدبير السريع للعمل، نحن بحاجة إلى الثقة بالنّفس والدقة في
القرار، والتفكير الصحيح. قد يتم هدر الكثير من الوقت عندما يتصرف
الفرد كبير من دون أن يكون متأكّداً من النتائج ويحاول إلغاء العمل
وإعادة القيام به مراراً وتكراراً على أمل تحسينه. هذه النقص في الثقة
هو المانع الكبير لأداء الأعمال في أقل وقت ممكن.
تستوجب سرعة الإيقاع المتزايد جداً في الحياة الحديثة أن يكون العقل
حاضراً والفكر متطوراً وشخصية نشيطة وحيوية. إن عملية الأداء البطيئة
للعمل لا تتوافق مع طبيعة الأشياء اليوم.
إن السرعة هي نمط هذا العصر. و كل ما هو بطيء أو كسول لا ينتمي إلى
الأزمنة الحديثة. أولئك الذين ليسوا قادرين على مماشاة سرعة الإيقاع
السريعة للحياة الحديثة يخلقون توتّراً في أنفسهم لأن النجاح في الحياة
اليوم يطلب تدبير سريع في العمل. إن لم تكن هذه الصفات موجودة في
الإنسان بالطبيعة، فهو لا ينتمي إلى العصر الحديث ولن يكون قادراً على
مماشاة الزمن الحالي. إن السرعة في العمل هي ضرورة من أجل حياة سعيدة
في العالم اليوم.
إنّ تطلّعات
الرجل الحديث هي في أن يعيش على الأرض عندما تشرق الشمس أثناء النهار
وأن يطير إلى القمر في الليل عندما تشرق على درب التبّانة. يتطلب نجاح
العمل بأنّ يكون الرجل واثقاً بنفسه وسريعاً وذكياً ونشيطاً.
إنّ عامل الزمن هو حيوي جداً في الحياة. أولئك الذين أنجزوا أعمالهم
العظيمة في العالم هم الذين أعطوا أهمية للوقت في حياتهم. إنّ الوقت في
الحياة هو محدود ويتوجب إنجاز مراحل كثيرة من التطور من أجل اكتمال
الحياة. لذلك، يجب تقييم عامل الزمن قبل كلّ شيء. من المؤكد أن وقت هو
العامل الملزم الأكثر في الحياة. يقال "بأنّ الوقت ومدّ البحر لا
ينتظرا أي أحد". ومع ذلك يظهر الاختبار، أنه إذا أحرزنا تقدّماً في
الأبدية الخالدة للكينونة المطلقة، عندئذ سوف يخدمنا الوقت أكثر لأن
الوجود المطلق للخلود غير محدود هو مصدر وقاعدة كلّ وقت – الماضي
والحاضر والمستقبل.
في الجزء عن "الكينونة، طبقة القانون الكوني" لقد رأينا بأنّ حياة
الفرد المكمّلة بالكينونة تصبح خالية من كلّ أنواع الممانعة، داخلية
وخارجية. يشرق العقل بالثقة بالنّفس الكبيرة والوضوح والقوّة، في
الفرد، ويخلق كلّ من الانسجام والتأثير الطيب في البيئة المحيطة بشكل
طبيعي جوّاً مناسباً أساسياً لعمل كي ينجز في أقل وقت ممكن. هكذا، إن
فنّ أداء العمل في المدة الأقل من الوقت يجد اكتماله في تغلغل الكينونة
في طبيعة العقل خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ إنجاز العمل المفيد
فنّ إنجاز العمل المفيد
إن القدرة على أداء العمل المفيد فقط هي
جزء عظيم جداً من فنّ العمل. إذا تعلّم الإنسان فنّ العمل لكن لم يختر
نوعاً مفيداً من العمل، سيلقى وتنوعات من النتائج التي قد تكون خاطئة
ومؤلمة. لذلك، قبل أن يمارس الفرد فنّ العمل بنجاح، من الضروري أولاً
اكتساب القدرة على اختيار العمل الصحيح. هذه هي الخطوة الأولى إلى
العمل المفيد والنافع.
عندما نناقش حقول العمل المفيد، نصادف حالات الوعي المختلفة التي بها
يفترض بالأنواع المختلفة من الأعمال أن تكون مفيدة.
تختلف فائدة العمل من شخص إلى آخر، ويعتمد ذلك على حالة وعيه. لا
يمكننا القول بأن هناك عمل في الحياة مفيداً بشكل مطلق إلا إذا تم
إنجازه على مستوى الوعي المطلق. إن كلّ عمل في العالم قد يعتبر مفيداً
من زاوية معينة، ولكن، ومن زاوية أخرى، قد يعتبر عديم الفائدة جداً.
عندما نناقش القدرة على أداء العمل المفيد فقط، يمكننا فقط أن نفكر
بالشروط النسبية من الفائدة للفاعل وللبيئة المحيطة به.
هكذا، يبدو بأنّ الإنسان يملك عادة قدرة أداء العمل الصحيح فقط، أو
العمل المفيد فقط. لكن ومن اعتبار أعمق لفائدة العمل للفاعل والبيئة
المحيطة يقوداننا إلى الاستنتاج بأنه من الممكن وجود عمل يحبّه الفاعل،
وينجذب بثماره، لكنه قد يكون ضارّاً أو عدائياً إلى بعض الآخرين في
جواره أو بعيداً منه. عندما يكون العمل مفيداً بشكل جزئي فقط، لا يمكن
أن يدعى بالعمل مفيد حقاً.
على سبيل المثال، يرتكب اللصّ
سرقة ويجمع ثروة كبيرة بسرعة. هذا على ما يبدو عمل الذي يتمتّع بنتائجه
الفاعل. في لحظة يكون اللصّ قادراً على وضع مال رجلٍ آخر في جيبه، لكن
هذا الطريقة في جمع المال بالتأكيد هي ليست مقبولة من البيئة المحيطة.
مثل هذا العمل يدعى عملٌ أناني وشرّير وخاطئ؛ هو مفيد للفاعل، لكنه
مفيد فقط على الاعتبارات السطحية للحياة. لكن، فيما يتعلق بالناحية
المرهفة للمسألة، فهذا العمل هو غير مفيد للفاعل أيضاً.
إن القدرة على أداء الأعمال المفيدة فقط تعني بأن الفرد سيؤدّي فقط
الأعمال التي ستكون مفيدة لنفسه إضافةً للآخرين. إن اختيار مثل هذه
الأعمال سيعتمد على الوعي المتصاعد للفرد. إذا كان للفرد رؤية للتمييز
بين الصواب والخطأ، ويدرك نتائج عمله قبل حدوثه، ستجعله تلك الرؤية
وحدها ينتقي العمل الصحيح الذي سيكون مفيداً إلى الفاعل والذي ستكون
تأثيراته أيضاً ممتعه لكلّ الآخرين.
رأينا في مناقشة "البيئة المحيطة وفنّ الكينونة" بأنّه فقط بواسطة نظام
التأمل التجاوزي، عندما يوضع العقل الفردي بالتناغم مع القانون الكوني،
يكون عمل الفرد وسلوكه متناغمة مع مجرى التطور. بذلك فقط، يبلغ الفرد
القدرة على أداء العمل المفيد.
رأينا أيضا بأنّه من غير الممكن تحديد الفائدة المطلقة للعمل على
المستوى الفكري. ما هو العمل الذي سيكون مفيداً بشكل دائم للفاعل وينتج
تأثيراً جيداً ومنسجماً ومسانداً للحياة في البيئة المحيطة؟ كما رأينا،
من الصعب معرفة هذا على مستوى الفكر. لذلك، تكمن القدرة على أداء
الأعمال المفيدة فقط بشكل أساسي في تناغم الفرد مع القانون الكوني. إن
كلّ شخص يملك هذه القدرة، ويمكن يمكن وضعها بسهولة في الاستعمال من
خلال ممارسة التأمل التجاوزي
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
ثبات الغاية في أداء العمل للنتائج المرجوة والأكثر فاعلية
ثبات الغاية في أداء العمل للنتائج المرجوة والأكثر
فاعلية
من أجل أن يبدأ العمل، من الضروري أولاً أن يكون للعقل غاية لتحقيقها
من خلال ذلك العمل. من المؤكد أنه إذا بدأ عمل والغاية منسية، فلن
يستمرّ العمل.
يحتاج نجاح العمل، بشكل ضروري بأن تكون عملية العمل ثابتة، ولذلك يجب
أن يكون ثبات الغاية دائماً محمول من قبل المؤدّي. إذا تمنّى العقل أن
يقوم بالعمل بفاعلية أكثر ويصل إلى النتائج الأكثر رغبة، من الضروري
جداً أن لا ينحرف العقل عن غايته.
هذا الثبات في الغاية، الذي هو العمود الفقري للعمل والذي يلعب دور
القوة الدافعة لعملية العمل، هو العامل الأكثر أهمية في كسب النتائج
المرغوبة والأكثر فاعلية من أيّ عمل.
لا يمكن أن يكون هناك رأيين عن أهمية ثبات الغاية في أداء العمل من أجل
النتائج المرغوبة والأكثر فاعلية.
أما السؤال الرئيسي فهو كيف يمكن اكتساب تلك القدرة. ويكمن الجواب في
غرس حالة من العقل تكون بالطبيعة غير متأرجحة وتبقى مركّزة وثابتة على
العمل. إن تأرجح العقل هو الذي يؤدي إلى الصرف الانتباه دائماً، وهذا
الوضع للعقل هو الذي يهدد دائماً الاستمرار في العمل كما يهدد الثبات
في الغاية.
يتطلب الحفاظ على ثبات الغاية أن يعتاد العقل على البدء بالعمل فقط
بعدما الأخذ بعين الإعتبار جميع النقاط الداعمة والمعاكسة لنتائج
العمل. لكن، وما هو ضروري أكثر هو القدرة على يضع الفرد نفسه بصمود في
قناة واحدة من العمل لحين اكتمال العمل.
في حياة الإنسان، من الطبيعي أن لا يكون هناك شيء واحد فقط يتوجب
القيام به دائماً. ولا يكون هناك ظرف واحد في الحياة يجب أن نعيشه إلى
الأبد. ولا يكون هناك نوع واحد من التطلّع الّذي سنتمسك به إلى الأبد.
بل يوجد مئات حقول النشاط والاختبار منذ بداية النهار لحين الوقت
للنوم، ولك واحدة منها لهاّ قيمتها في الحياة. تعمل كلّ هذه الحقول
المختلفة للنشاط كالمكوّنات المختلفة لآلة واحدة الحياة.
عندما نتكلّم عن امتلاك ثبات الغاية في أداء العمل، علينا أن نعتبر
الأمر مفروغاً منه بأنه ومع قدرة ثبات الغاية في أداء عمل واحد، يجب أن
يكون هناك، وبشكل آني، قدرة الانتقال من نوع واحد من العمل إلى الآخر،
ومن حقل واحد من النشاط إلى الآخر. لا يتطلب الأمر أن يثبّت العقل على
شيء واحد بشكل ثابت. هذا الانتقال من أرضية واحدة للنشاط إلى آخر يجب
أن يكون طبيعياً للعقل مثل القدرة على البقاء ثابتاً في أداء عمل واحد.
هكذا، يجب أن يمتلك العقل على قدرة ثنائية لكي ينال الثبات التلقائي في
غاية أداء العمل، ولكي لا يمنع هذا الصمود الإنسان من المشاركة في
النشاطات المتعدّدة واختبار المجالات الأخرى للحياة.
إذا أراد الفرد أن يبني بيتاً، لا يجب أن يصل ثبات الغاية في أداء
العمل لبناء البيت إلى هذا الدرجة يصبح الفرد فيها أعمى عن كلّ شيء آخر
في الحياة. يجب أن يستمرّ في حياته الطبيعية: الأكل والراحة وإضاءة
المصباح و أداء ما كان يقوم به دوماً في نشاطاته الطبيعية. كلّ هذه
سيسير مع الغاية الثابت للبناء البيت.
لذلك، وعندما نستهدف غرس ثبات الغاية، يجب أن لا ننسى بأنه يجب أن لا
ننغمس في أداء العمل إلى المدى الذي نتغاضى فيه عن الأوجه الأخرى من
الحياة. في غالب الأحيان، عندما يكون شخصاً مثل الفنان أو الموسيقار أو
العالم مشغولاً في نشاط مناسب جدا لطبيعته، يصبح مأخوذاً بعمله كثيراً
إلى حد استثناء النشاطات الأخرى. إنها عادة جيدة جدا أن يكون عندنا
ثباّت في الغاية للعمل الذي نحبّه نتمتّع بهم، لكنّ ذلك يجعل الأوجه
الأخرى من الحياة تعاني.
على سبيل المثال، إذا كان رجل له عائلته، عالماً مكرساً كلّ وقته في
المختبر، فستبدأ زوجته بالمعاناة، و لا يحصل الأطفال على حبّ أبّيهم،
ولا يتم الاعتناء بالبيت بشكل بحسن. إنّ عادة الثبات على غاية العمل هي
نوعية مرغوبة للعقل، لكن إذا حٌجب العقل في بقائه دائماً في وجهة واحدة
من الحياة، قد يصبح من وسائل البؤس أيضاً، نتيجة للإفراط في حجب الأوجه
الأخرى. لذلك، عندما نريد غرس قدرة تثبيت الغاية في العمل، يجب أن
نغرسها، وفي الوقت ذاته، بطريقة متوازنة.
هذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن غرس ثبات الغاية في العمل والولاء لعمل
وكلّ ما يرافق ذلك هو مهم، لكن لا يجب أن تسرق الإنسان من قيم أخرى في
الحياة. يجب أن تكون ثقافة العقل على مقياس أوسع وعلى قاعدة جيّدة. من
أجل أن يكسب العقل القدرة على ثبات الغاية في العمل، عليه التثقف بشكل
كلي، ويجب أن تحسّن قدرته على كلّ المستويات.
رأينا في
جزء سابق بأنّ ممارسة التأمل التجاوزي التي تتزيد القدرة الواعية للعقل
وتجعله عميقاً وأكثر عقلانياً على كلّ المستويات. ومن خلال هذه
الممارسة الوحيدة من الممكن غرس القدرة العظيمة للبقاء بثبات على غاية
العمل: ولكن وفي نفس الوقت يجب على الفرد أن لا يرتبط بها كثيراً بحيث
تسلبه روعة الأوجه الأخرى للحياة.
هكذا، إن فنّ غرس قدرة ثبات الغاية في أداء عمل، لحصول على النتائج
المرغوبة والأكثر فاعلية، يكمن في الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي
وفي القيام بكل نواحي الحياة بطريقة طبيعية وسهلة
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ أداء العمل من دون إيذاء أي احد
فنّ أداء العمل من دون إيذاء أي احد
يكمن فنّ أداء العمل دون إيذاء أي احد أولاً في اختيار العمل الذي
سيجلب المنفعة الأقصى للفرد وإلى كلّ الآخرون في البيئة المحيطة.
وثانياً، يكمن في تبنّي الطرق والوسائل القانونية من تنفيذ إجراء العمل.
إذا تم اختيار العمل للحصول على نتائج مفيدة للفاعل وللبيئة المحيطة
لكن الطريقة التي تم اختيارها لأداء العمل غير قانونية، ستخلق توتّراً
في البيئة المحيطة. لذلك، من الضروري بأنه ومع اختيار العمل المفيد،
يجب أن يتم اختيار الوسائل غير المؤذية لتنفيذ إجراء العمل. إن القدرة
على اختيار العمل الصحيح فقط لكي يكون بدون إيذاء لأي احد هو لأمر مهمة
جداً أيضاً.
هذا يقودنا ثانية لاستنتاج بأن من دون بلوغ حالة الوعي الكوني، لا يمكن
لأحد أن يدّعي بأنّه يؤدّي عملاً بدون إيذاء الآخرين، لأن لا أحد يعلم
ما ينتج العمل في وقت ما من تأثير جيد أو سيئ وفي أي طبقة من الخليقة؟
لا يمكن الحكم أو التبرير بالفكر البشري. إنّ تأثيرات العمل في الكون
هي معقّد جداً وتصل بعيداً إلى حد تخرج عن نطاق الذكاء البشري لتحديد
دقة أداء العمل من ناحية الضرر أو المنفعة في الخليقة. هذا ما رأيناه
في الجزء عن "الحياة الفردية والكونية."
لذلك، إن الطريق الوحيد لأداء العمل بدون إيذاء أي احد هو في رفع مستوى
الذكاء والوعي إلى الوعي القدسي المطلق. وعندما يكون الفاعل ثابت على
مستوى الوعي الكوني، سيكون التعهّد بشكل طبيعي غير مؤذي إليه وإلى كامل
الخليقة. سيكون كلّ نشاط بالتوافق مع المجرى المنطلق للتطوّر، والذي
وحده يمكن أن يكون وسيلة القيام بعمل غير مؤذي، بكل ما للكلمة من معنى.
لذلك، قد نستنتج بأن القدرة لأداء العمل بدون إيذاء أي واحد تكمن
أساساً في الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي، التي تنجح أيضاً في
تثبيت الذكاء الفردية كوعي كوني
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ أداء العمل لإعطاء النتائج القصوى
فنّ أداء العمل لإعطاء النتائج القصوى
يستند
فنّ العمل الذي يؤدّي لإعطاء النتائج القصوى على عاملين. يتعلق العامل
الأول في قدرة الذكاء والطاقة وثبات الغاية ودقة الفكرة ودقة العمل
وحالة تركيز عقل الفاعل. أما العامل الثاني فهو القدرة على السيطرة على
البيئة المحيطة لمصلحة أداء عمل.
لكي نكسب النتائج القصوى من العمل، من الضروري أن ينجز العمل بالقدر
الأفضل للفاعل، ولهذا يجب على الفاعل أن يمتلك القدرة القصوى. تتطلّب
القدرة القصوى الذكاء والطاقة الأكثر تطوراً في الفاعل.
رأينا بأنّه يتم اكتساب الطاقة والذكاء الأعظم عند جلب الوعي الفردي
إلى مستوى الوعي الكوني، وفي نفس الوقت، يتم جلب الطاقة الفردية إلى
مستوى الطاقة الكونية. لقد رأينا أيضاً بأنّه، عندما يحدث ذلك، تطوّر
بشكل طبيعي الطمأنينة العظيمة والقدرة على التركيز وكليّة المثابرة في
العقل مع كشف القوى الكامنة المستترة. بهذه النوعيات يكون الإنسان
قادراً على التصرّف بدقّة كبيرة، ما يعطي النتائج القصوى وبأقل استهلاك
للطاقة.
لذلك، وبتحسين وعيه الفرد وتناغمه مع طاقة الحياة الكونية، يكون ممكناً
كسب القدرة لمعالجة العمل لكي يعطي النتائج القصوى.
على أية حال، هناك شيء أكثر من القدرة الداخلية وكفاءة الإنسان نحتاجها
لجلب النتائج القصوى من أداء العمل. وهي قدرة سيطرة على الظروف والبيئة
المحيطة. إذا أمكن جعل البيئة المحيطة مفضّلة لأداء عمل، بالتأكيد سوف
يجلب العمل النتائج القصوى، ولن يكون هناك حدّ للنتائج التي يمكن للعمل
أن ينتجها.
إنّ النتائج مقيّدة (بغض النظر عن القدرة المقيّدة للفاعل) بالمقاومة
من البيئة المحيطة والظروف. إذا كان للفرد القدرة في أداء العمل بأسلوب
تصبح فيه البيئة المحيطة والظروف مناسبة بشكل تلقائي للنجاح ومفضّلة
له، ينجح الفرد بالتأكيد في إعطاء النتائج القصوى من عمل. ويكمن فنّ
اكتساب هذه القدرة في الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي.
أما المقاربة البسيطة والبريئة للعمل، وبالتوافق مع قوانين الطبيعة
الملازمة لخط التطوّر، فتنجح بشكل طبيعي في إعطاء النتائج القصوى. من
الخطأ الاعتقاد بأنه يجب عل الفرد أن يضع جهد كبير في العمل كي يعطي
النتائج القصوى. لا، إن الأمر لا يعتمد على المشقّة في الأداء من جهة
الفاعل لكي يجلب العمل النتائج القصوى. وأيضاً، لا يعتمد ذلك على
الطاقة الكبيرة والذكاء من ناحية الفاعل لكي ينجح العمل في جلب النتائج
القصوى؛ إنه وبشكل رئيسي وأساسي، نقاوة القلب وعقل الفاعل ونظرته
البريئة والمقاربة المخلصة للعمل الذي يهدف إلى كلّ منفعة لكب شخص
والذي ينجح حقاً في تحقيق النتائج القصوى.
رأينا بأنّ حالة الوعي الكوني، التي يكون فيها العقل في انسجام كامل مع
البيئة المحيطة ومع العملية الطبيعية للتطور، يكون قادراً على إعطاء
النتائج القصوى من الفعل الأقلّ.
رأينا في السابق أيضاً، وبالتفصيل، كم تؤثر نقاوة القلب الفاعل وعقله
على نتائج عمله. يمكن أن نقول بأنّ نتيجة العمل تعتمد على نقاوة عقل
الفاعل. إذا كان العقل مائة بالمائة صافياً؛ ما يعني أن يكون الفرد
متطوراً إلى الوعي الكوني، ستكون النتيجة مائة بالمائة في الحدّ
الأقصى. أما إذا كانت النقاوة خمسون بالمائة؛ ما يعني إذا كان تطوّر
الإنسان خمسون بالمائة، و كان الإنسان خمسون بالمائة متطوّراً في
الطّريق إلى الوعي الكوني، عندئذ ستكون نتيجة كلّ من أعماله خمسون
بالمائة من الإمكانية الكليّة.
عموماً، يعتمد الناس في العالم، لنجاح أعمالهم، على قدرتهم من أداء
عمل، وهم يعتمدون على الذكاء الذي يمتلكون وعلى العقل المبدع الذي
يمتلكون وعلى الطاقة التي يمتلكونها. لكن لكلّ هذه العوامل أهمية
ثانوية. إنّ العامل الرئيسي للنجاح وإنتاج النتائج هو نقاوة الفاعل.
يلعب عامل أخر جزءً مهماً في إنتاج النتائج من أعمال الفرد. وهو عنصر
الكارما، ثمار الأعمال المنجزة في الماضي. إذا قام الإنسان المستقيم من
الماضي بأعمال الخير والاستقامة والتي كانت بتوافق مع عملية التطور،
ستضاف نتيجة تلك الأعمال الجيدة إلى نجاح العمل الذي يتم أدائه في
الحاضر. هكذا، نجد أن القدرة الحالية للعقل والجسم وقدرة الذكاء
والطاقة للإنسان في الحاضر، تؤدي إلى نجاح العمل بشكل نسبي مع تأثير
الكارما
الجيدة أو السيئة من الماضي والذي يؤثّر على العمل الحالي للفاعل.
يؤدي التأثير الجيد للكارما
الماضية إلى طاقة أكثر ووضوح الفكر وقرارات صحيحة للفاعل وينتج تأثيراً
جيداً أيضاً في البيئة المحيطة، وهكذا يصبح مناسباً لأداء العمل الذي
نقوم به.
وبشكل مشابه، يجلب التأثير السيئ للكارما
الماضية الخمول وعدم الكفاءة وفقدان الطاقة والضعف والتوتّر والمعاناة
في الفاعل والتأثيرات المضادّة في البيئة المحيطة، ما يبدأ بوضع
العقبات في طريق الأداء الناجح للعمل ويعيق التقدّم نحو أيّ نتائج
كبيرة.
هذه الناحية للكارما
للماضي هي شيء خلف نطاق سيطرة الفاعل. إن أفضل ما يمكن للفاعل أن يقوم
به في الحاضر لتحيّد تأثير
الكارما الماضية في الارتباط في ممارسة التأمل التجاوزي، التي سترفع
وعي الفاعل بسهولة وتنتج تأثيراً طيباً في البيئة المحيطة؛ عندما يرتفع
الوعي، تزداد الطاقة والذكاء. وبذلك ومهما كان تأثير الماضي، لن يكون
هذا التأثير قادراً على إبطال العمل الحالي. بالتأكيد سيكون هناك
تأثيراً للكارما
الماضية ، لكنّه قد لا يوجّه قدر العمل الحالي بالكامل.
إذا فقد رجل أعمال خمسمائة دولار، تكون الخسارة
خسارةً لكلّ الأوقات. بالرغم من أن هذه الخسارة ستبقى دائماً خسارة،
لكن إذا كسب ألفين دولار في اليوم التالي، يفوق الربح على الخسارة.
هكذا، بالكمية المطلوبة من أداء التأمل التجاوزي، والمكملة بقوّة
الأعمال الخيرية والمستقيمة في مساعدة الآخرين، يمكن أن يصدّ التأثير
السلبي للكارما
الماضية لكي يلطف طريق
الكارما
الحالية. ومن ثم سيتم أداء العمل من دون مقاومة أو عقبات، ما ينتج عنه
نتائج قصوى.
لذلك، إن الصيغة لإعطاء النتائج القصوى ليست في تدبير العقبات
والتأثيرات السلبية التي تحاول مقاومة أداء العمل. بل يجب على الفاعل
أن يضع نفسه في العمل ويستمرّ لحين تحقيق النتائج المرجوة. إن عملية
التأمل، في جلب العقل الواعي ليتناغم مع الكينونة المطلقة التجاوزية
الأبدية، التي هي مصدر كلّ طاقة وذكاء الحياة، ترفع معيار الوعي. عندما
يكون معيار الوعي مرفوعاً، سوف يكون للعمل المنجز من ذلك المستوى
المرفوع لطاقة الحياة وذكاءها، تأثير أهمّ يغطي بالتأكيد على
الكارما الماضية من أجل إعطاء النتائج القصوى.
هكذا، وبقوّة العمل الحالي على
الكارما، يتحسن القدر. وهنا يكمن المعنى الكامل للمثل القائل، "الإنسان
هو سيد قدره".
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ أداء عمل لكي يبقى الأداء بهجة ولا يصبح مهمّة مضجرة أو متعبة أو مملّة
فنّ أداء عمل لكي يبقى الأداء
بهجة
ولا يصبح مهمّة مضجرة أو متعبة أو مملّة
ستبقى طريقة القيام بالعمل مفرحة للفاعل وللبيئة المحيطة فقط عندما
يكون للفاعل طاقة وذكاء عظيم جداً ولن يواجه أي مقاومة في الطّريق
وينال كلّ التعاون من كل مكان. لا يجب أن يصبح العمل مرهقاً لقدرته.
يجب أن يتحلى بالثقة بالنّفس والكفاءة والقدرة على التركيز، لكي يشعر
بأنّ العمل ليس خلف نطاق قدراته.
عندما يملك رجل أعمال
كمية كبيرة من الثروة، فهو لا يشعر بالقلق بشأن ما يصرف في السوق. يبقى
الحقل الكامل للعمل بهجة بالنسبة إليه، فهو لا يهتم إذا ما خسر أو كسب؛
إنه يملك الكثير ما يكفي لتحقيق غاياته. وعلى نفس النمط، عندما يملك
الفاعل طاقة أكثر بكثير مما يتطلّب أداء عمل، يكون العمل سهلاً
ويبقىمفرحاً.
إن كل ما ينجز بموجب طبيعة العقل يسرّه، وكل ما ينجز ضدّ طبيعته يغضبه.
لذلك، إذا قام الفرد بعمل بموجب طبيعة عقله وضمن قدرته، لا يمكن أن
يكون ذلك العمل مرهقاً أو متعباً له. فقط العمل المناسب لمزاج الإنسان
هو الذي يؤمن له بوسيلة البهجة أثناء أدائه.
على سبيل المثال، يُطلب من ولد أن يأخذ كرة قدم إلى البيت الذي يبعد
مسافة ميلين. إذا كان هناك
فرصة له للعب بكرة القدم والاستمرار في رفسها في طريقه نحو البيت،
عندئذ سيوصلها الولد هناك بأسلوب لطيف ومفرح جدا. لن يصبح تسليم كرة
القدم إلى البيت
عبءً لأنه لعب به دائماً. أما إذا طُلب منه حمل الكرة على كتفه أو في
ذراعيه بدلا من أن يسمح له برفسها، سيصبح تسليم كرة القدم
مهمّة ثقيلة. ويتوقّف في أن يكون عملاً مفرحاً؛ ما يبدأ بتسبّب التوتّر
والقلق.
إذا أمكن وجود طريقة لكلّ الأعمال في الحياة تجلبها إلى مستوى الفرح،
ستكون تلك الطريقة تقنية كسب القدرة لأداء العمل حيث يكون أدائه بالفرح
ولا يصبح محاولة مضجرة أو صعبة.
إذا كانت أمّ محبّة جداً لطفلها وأعطته حبّها العظيم، وجعلها سعيدة
جداً، يكون الطفل مشبع بالفرح العظيم. إذا طلبت الأمّ من طفلها أن يقضي
لها غرضاً، يصبح هذا الطلب من الأمّ موجة إضافية من الفرح للطفل. فهو
يقفز وينفذ ما طلب منه بمزاج لعوب وفرح جداً. لكن إذا ضربت الأمّ
الطفل، وجعلته يبكي، وبعد ذلك تأمره ليقضي لها الغرض، فيصبح طلبها موجة
إضافية من البؤس إلى الطفل. سوف يقوم بالعمل، لكن تحت ضغط كبير، وهكذا
يصبح الأمر بأكمله مهمّة ثقيلة ومضجرة له.
هذا ما يظهر بأنه إذا كان المزاج فرحاً، سيكون أداء العمل فرحاً. أما
إذا كان المزاج بائساً ومتوتراً وقلقاً، فسيصبح العمل وسيلة للتوتّر
الإضافي. لذلك، إن تقنية جعل كلّ الأعمال مفرحة هي في جلب الفرح إلى
العقل. إن امتلاء العقل بتلك السعادة الكبيرة التي لن تعرف أي نهاية،
تترك العقل مشبعاً بالغبطة المطلقة، وبعد ذلك يكون القيام بأي عمل كان،
أداءً كله فرح.
هكذا، تكمن القدرة على أداء العمل بالفرح في إشباع العقل بالغبطة، وفي
غرس وعي الغبطة المطلق. إنها وحدها حالة السعادة الأبديّة التي لن تعرف
أي بؤس. هذا ما رأينا يكتسب بسهولة بالممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي.
إذا لم يكن العقل في حالة طبيعية من السعادة، عندئذ لن تنجح أي محاولة
لاختبار الفرح والسعادة خلال القيام بالعمل. فقط عندما تكون الطبيعة
الحقيقية للعقل مشبعة بالفرح يمكن أن يكون العمل بهيجاً. إن هذا ممكناً
فقط عندما ي كسب العقل منزلة الوعي الصافي. فقط عندما يصبح العقل
الواعي مألوفاً جداً بغبطة الكينونة التجاوزية التي لا تغيب، يكون
ممكناً لكلّ عمل أن يكون ممتلئاً بالفرح.
هكذا، رأينا بأنّ أداء العمل يمكن أن يكون مفرحاً فقط عندما يكون هناك
بهجة تلقائية في الطبيعة الحقيقية للعقل؛ أما وما عدا ذلك، فستكون أيّ
محاولة للسعادة خلاب أداء العمل مضيفة للتوتّرات فقط، لأن الطاقة ستكون
منقسمة بين أداء عمل والحاجة لإحساس بالبهجة.
إن التوجه الحديث لوضع الموسيقى في المصانع لجلب السعادة إلى العمّال
له تأثيران: واحد بأنّ انتباه العمّال منقسم، والآخر بأنّه وبالرغم من
وجود العمل وتوجب إكماله تحت ضغط السلطة، إلا أن الميل الطبيعي هم في
الاستماع إلى الموسيقى. إنّ أداء العمل هكذا هو ضدّ الميل الطبيعي
للعقل، الذي أن يتمتّع بالموسيقى. لذلك، من ناحية، يخلق التوتّر في
عقول العمّال، ومن ناحية أخرى، يبدأ العمل بالمعاناة. يزوّد ربّ العمل
الموسيقى في المشغل لجعل مزاج العمّال سعيداً، لكن النتيجة النهائية في
أن يصبح العمل وسيلة للتوتّر في العقل ويقسّم الانتباه، ويجعل العمّال
أقل كفاءة.
إن أيّ محاولة اصطناعية لإنتاج الفرح في حقل النشاط يؤدّي إلى تقليل
كفاءة النشاط، وفي نفس الوقت، يجعل النشاط وسيلة إرهاق أو توتّر. لذلك
إن الطريقة غير الطبيعية لإنتاج الفرح
تؤدّي فقط إلى كارثة من ناحية النشاط وإلى التوتّر من ناحية الفاعل. إن
الطريقة الوحيدة لجعل الحقل الكامل للعمل فرحاً هي في امتلاء العقل
بالبهجة. دع الطبيعة الحقيقية العقل كي تتحوّل إلى
طبيعة فرحة؛ هذا ما يمكن انجازه بسهولة من خلال نظام التأمل التجاوزي
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ التخطيط الصحيح للعمل
فنّ التخطيط الصحيح للعمل
يعتمد تخطيط العمل على وضوح العقل. هذا، ما رأيناه في الجزء عن
"التفكير وفنّ الكينونة" ما يتم اكتسابه بسهولة بالممارسة المنتظمة
للتأمل التجاوزي. ما لم يتم التفكير بالعمل بشكل صحيح ويتم التخطيط
لخطوات الأداء بشكل صحيح، تبقى العملية الكاملة للعمل خاضعة لكلّ
الاحتمالات غير المحددة للفاعل ولكلّ أولئك المعنيين به.
في الأزمنة الحديثة، عندما يكون هناك ضغطاً للإكمال السريع للعمل، يصبح
من الضروري جداً التخطيط الصحيح للتنفيذ الفعّال للعمل. هناك قول شائع
"انظر أمامك قبل أن تقفز". من أجل العمل الصحيح يكون التخطيط الصحيح
شيء حيوي. يعتمد التخطيط الفعّال بشكل أولي على حالة العقل وبشكل ثانوي
على لظروف والمصادر المتوفرة. يجب على الفرد أن يراجع مصادره دوماً قبل
المباشرة بالعمل. إن مسح المصادر وتقدير إمكانيات كسب مصادر إضافية، أو
إكمال العمل بالمصادر المتوفرة، هو
جزء ضروري من تخطيط.
إذا تسلم التعهّد
وعي صافي وموسّع، فتجيء المصادر طبقاً للحاجة. في حالة الوعي المتطوّر
جداً، من النّادر وجود حاجة للتخطيط. في مثل هذه الحالات، ما يأتي على
العقل يقود العمل، وتزوّده الطبيعة بالمصادر لاكتمال العمل. لا تفكّر
الأنفس المتطوّرة بما تقول، فتتكلّم كما تشعر؛ تجد أحاسيسه تعبيرها
الملموس في النتائج، ويلي النجاح تطلّعاتهم. تؤمن الطبيعة الاكتمال
لرغباتهم. لا يوجد أي خطة. من الضروري فقط البدء بالعمل، والعمل بنفسه
سيعتني بنفسه، ويليه النجاح طبيعياً. إنّ قوة الطبيعة كلها هي داعمة
لمثل هذا التعهّد.
هكذا، نرى بأنّ أفضل طريقة للتخطيط التلقائي هي برفع وعي الفرد إلى
مستوى الوعي الكوني، حيث ستكون كلّ قوات الطبيعة القوية باعثة لتحقيق
الرغبة. هذه التقنية الأكثر فاعلية، وبالرغم من أنّها من دون أيّ تخطيط
واضح مطلقاً، فتكمن قدرة مثل هذا التخطيط التلقائي أثناء مراحل تنفيذ
العمل في كسب حالة تكون قريبة كل القرب من الوعي الكوني، من خلال
الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي.
إن خطة الانتظام في أداء التأمل صباحاً ومساءً، سيؤدّي إلى تخطيط
تلقائي للتنفيذ الصحيح والفعّال لكلّ تعهّد.
لكن، ولكلّ الغايات العملية في الحياة، ولحين ارتفاع الوعي إلى درجة
عالية بما فيه الكفاية، من الضروري، قبل البدء العمل، النظر في البيئة
المحيطة والظروف وتقدير إمكانية الأداء الناجح بالنظر للمصادر
المتوفرة. إنّ عامل الزمن أيضاً هو عامل مهم في ميكانيكية تخطيط لعمل.
لكن، وبالرغم من أن مثل هذا التخطيط يبدو تافهاً عندما ننظر إليه من
حالة متطورة إلى حد كبير من الوعي، من الضروري أن يكون عملياً وواقعياً
على مستوى وعي الفرد. "أن نكون واقعين" يتطلّب منا أولاً أن نعيش ضمن
وسائلنا. في حال وجود كمية معينة من المصادر، نبدأ العمل بعد التخطيط
لإكمال العمل بهذه المصادر.
عندما نعالج أهمية التخطيط، يجب أن نذكر أيضاً بأنّ الآلات
الأوتوماتيكية هي التي تنتج المنتجات المثالية والخالية من خطأ، لكن،
إذا لم تكن أوتوماتيكية، قد لا تكون يصل المنتج إلى نهايته. إذا تمكنا
من اعتماد نظام التخطيط الآلي، ويتحقق برفع وعينا إلى
حالة حيث يحدث التخطيط وتنفيذ العمل بشكل آني وبأسلوب أوتوماتيكي،
عندئذ، وبالطبع، ستكون فرص الاختلاف والخطأ أقل بكثير. لكن طالما نحن
لم نكتسب مثل هذا الحالة العقلية، فتكون منفعتنا في قضاء بعض الوقت في
التخطيط الصحيح.
إذا كان التخطيط كفءً جدًا، سيستغرق العمل بالتأكيد وقتاً أقل بكثير
ويتم انجازه بأقلّ كمية من الطاقة، ما ينتج النتائج القصوى ضمن الظروف.
لكن يجب أن يكون هناك
حدّ للتخطيط.
من المؤكد أنه يجب أن لا نهدر الكمية الكبيرة من الوقت على تخطيط، وإلا
سوف لا نحقق كثيراً غير ذلك في الحياة. يجب أن ينجز التخطيط بشكل صحيح،
لكن عامل الزمن، الذي هو العامل الأكثر ثمناً في الحياة، لا يجب أن
نتغاضى عنه. خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي، يجب أن نغرس
الوعي الأسمى بأسرع ما يمكن لتطوير الرؤية الواسعة والبصيرة والتفكير
الواضح والحدس وقوّة الخيال والدقّة في تفكير، مع كشف كلّ القدرات
العقلية التي تشكّل القاعدة للتخطيط الصحيح. وهكذا، ومن أجل اكتساب
الجودة في تخطيط، إن تحقيق الوعي الكوني يجب أن نضعه هدفاً لنا، والذي
سيخلق ظروفاً مناسبة "للتخطيط الأوتوماتيكي". هذا ما يزوّدنا بالمفتاح
الرئيسي إلى الاقتصاد الناجح في كلّ حقول الحياة، الذي هو الغاية
الرئيسي للتخطيط
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
فنّ التنفيذ الفعّال للخطة
فنّ التنفيذ الفعّال للخطة
عندما يتم تخطيط العمل، من المهم جداً أن تكون الخطة منفّذة في الأسلوب
الأكثر فاعلية.
إن كلّ ما قيل بما يتعلق بأداء العمل من أجل إعطاء النتائج القصوى
ستكون صحيحة أيضاً للتنفيذ الفعّال للخطة.
بالإضافة إلى هذا، من الضروري، ومن وقت لآخر، أن يراجع الفرد الخطة،
وما أنجز منها، وما بقي كي ينفّذ طبقاً للخطة. تضيف المراجعة أو المسح
لتقدّم العمل إلى فعالية تنفيذ الخطة. كلّ هذه القدرات هي النوعيات
الطبيعية للعقل الواضح والقوي.
رأينا بأن فنّ العمل الذي يؤدّي إلى إعطاء النتائج القصوى وفنّ الوضوح
والقوة في التفكير والبصيرة والتحمّل والإصرار والانتباه المركّز يتم
اكتسابها من خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي، التي فيها يكمن
اكتمال فنّ التنفيذ الفعّال للخطة
فارس الليل- عاشق يجى منه
- عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
العمر : 38
عُشاق الحياة :: الركن العام :: فن الحياه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء يناير 05, 2011 12:19 am من طرف أدم
» محشش ينصح ولده قبل الامتحان خلونا نشوف كيف ينصحه
الأربعاء يناير 05, 2011 12:17 am من طرف أدم
» امته هاشوفك
الأربعاء يناير 05, 2011 12:16 am من طرف أدم
» لعبة الحروف
الأربعاء يناير 05, 2011 12:12 am من طرف أدم
» اين هوه ذاك الحب
الأربعاء يناير 05, 2011 12:11 am من طرف أدم
» لغز للعباقره
الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 11:59 pm من طرف ضي القمر
» أتعلم ماذا يؤلمني ...؟؟؟؟
الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 10:32 pm من طرف أدم
» لوجه ناصع
الأحد نوفمبر 28, 2010 6:01 am من طرف ضي القمر
» ماسكات رائعة للجمال
السبت سبتمبر 25, 2010 6:38 pm من طرف فارس الليل